رؤى٢

إنَّ  كتفكِ البنيَّ، البنيَّ تماماًَ، البنيَّ حدَّ أنَّهُ ليسَ بنيّاً، وعليهِ علامات
تلكَ اللحظةَ التي تجتازين فيها البلّلور، وتعودينَ، صامتةً وقوَّالةً
بكتفكِ البنيّ، ووجهكِ البنيّ
لا شكَّ تعرفينَ السِّنجاب. السِّنجاب يا بنت!!
الجملُ والجبلُ والأرضُ المحروثة
عينيَّ ولوني
أيُّ شيءٍ يتكلَّم
إنَّ خُنصركِ البنيّ، وخاصرتكِ البنيَّة، وصدركِ البنيّ
كلّها تقول:
إنَّ قلبكِ بلون
إنَّ لقلبكِ لون
السِّنجاب يصعدُ الشَّجرة
أنا أتساقطُ من أيّامكِ
تستخِّفين بأصابعي، تعادينَ السِّنجاب، تعادينَ ما أنتِ عليه
دُلِّيني على قوسِ قزحٍ أشتريه
دُلِّيني على شيءٍ أكثرُ لوناً منكِ
كيف يكون طعمكِ قبل السيجارة وبعدها
أن أُفيقَ بنيّاً
فيما تتمايزينَ على ملاءاتٍ بيضاء
البندق
اللوز
الأرز بالبازيلاء
البطيخ
اللحمُ الحلالُ واللحمُ الحرام
كلّها، وجميعُها، وبعضُها، وقليلٌ، وكثيرٌ منها بُنِّية
حتّى النبيذ الأبيض
والعرق اللبناني
والزعتر الفلسطيني
حتّى الطريق
ومنظري المضحكَ حينَ أصحو وأبحثُ عنكِ
دونَ
مع إنّ
عليكِ
ها قد انتهينا

دمشق

المرة  الأولى التي جئتكِ، لا عليَّ ولا ليَ. كنتِ مدينة بنيّة، رماديّة. داكنة نوعاً ما. داكنة على وجه الدقة. سخيفة، وفيك أناس يمدّون الحروف في العبارات: “خَسَّا وعشرين”، يعني في لغتي” خمسه وعشرين”. كان الرفاق يبرزون عضلات صدورهم. كانو يسرقون السجائر الفرط، والخواتم الفيروزية من على”البسطات”، ولم أفعل، وما فعلتُ. لاحقاُ أهديت الفيروز، وكنتُ أعتبرهُ أزرقَ. لاحقاً سأعرف أن الضحايا كلهم مخابرات. الباعة الفقراء في الزوايا. تعيش في دمشقَ دِمشقات، ولا تفهمها. و السارق من المخابرات كالوارث عن أمّه. له السُّبع أو التُّسع، أو لا شيء، لأنّ أباهُ صاحبُ أربعٍ. لم ألمس “طيزاً” في عيد الفطر في حديقة الجلاء. ولم أركب الجحش الذي يجلبونه للعيد بـ “خسَّا وعشرين”. لأنّي في الرجوع سأتلقاها شرّ صفعةٍ. من الجُرم ركوب السرفيس. نعيش دوماً على حافّة المصيبة. ودمشق ماذا؟ لا تستحقّ أن تكون عاصمةً. قبل أن يقول أحد شيئاً رأيت ،في الرؤيا، شوارعَ مهدومةُ. كان سيأتي اليوم. أنا كنت أعرف. أعيشُ في المصيبة. أو في أشياء مِثلها. أن تعرف المدينة أن تعرف حاناتها، ومشافيها، وأشباه سيرتها. أتحدّى شوارعَ ألا تشهد، دون أن تقسِم، أنّي فيها ارتشفت شفاهاً. أناجزُ حدائقَ عموميّةً ألا تؤكِّد أن فيها استنزفت أمعاءً. ودمشق، السمراء، لم تأخذ من أحد، ولم تعطي أحد. مدينة تبقى وفقط

القصيدة المباحة – الشيفرا التي فكها الجميعا

تتيح الصفحة الرئيسية لموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وبشكل يومي، قراءة مقاطع شعرية صغيرة يكتبها مستخدمو الموقع الأزرق. أصحاب هذه النصوص ليسوا فقط من الشعراء المعروفين، أو أولئك الذين يتعاملون مع الكتابة الشعرية باعتبارها منجزاً يجب تجميعه في كتاب ينشر مطبوعاً في وقت ما يرونه مناسباُ. بل إن الأمر تعدّى ذلك إلى ممارسة شعرية ينجزها مجهولون، أو مستخدمون مثلت لهم مواقع التواصل الاجتماعي منبراً لتقديم أنفسهم للجمهور كـ “شعراء”. وبعضعم يختفي كفافاً لا عليه ولا له، وبعضهم يواظب على تقديم نفسه باستمرار، لأنه وجد جمهوراً كافياً.
مما لا شكّ فيه أن الكتابة، ذلك الفعل الإنساني الديمقراط Continue reading “القصيدة المباحة – الشيفرا التي فكها الجميعا”

رؤى

قليلٌ من يعرفُ أني لا أضحكُ إلا لِماماً. وأحببتُ أضاحيكَ لأنَّكِ تُحبِّينها، ومن ثمَّ أحبَبتُها لأسباب أخرى
أظُّنُّ أنّنا نشترك في أشياءَ كهذهِ. قد لا.. لعلّنا أبداً..
على الأقل، أحياناً..
لنا مزاجُ الصَّباح ذاتُه. أخرُ ما يتبقّى في خابيةِ الزَّيت
مع أنَّ رائحتكِ غريبةٌ. فستانٌ فاخرٌ في زمانهِ وأورثَتهُ جدَّةٌ. شيٌ عتيق
ما من أحدٍ سيقول لك هذا. لا أحدَ سيحدّثكِ عنكِ أكثرَ منّي فيما لو لقيتكِ في طريقٍ أو على منضدة
وفي الظهيرةِ أيضاً لكِ أفكارَ مُوحلةٍ. احتجاجاتٌ عكرة
وأنّكِ تنسَّلين في الأماكنِ، ربما نتلاقى في الصَّمت
مع أنَّ شَعركِ غريب. أراهُ هكذا، بلا بصرٍ أو بصيرة
لا أحد غيري يعرفُ هذا عنكِ. أُقسِمُ إِِنِّي اعتبرتُ ذلكَ أَضاحيك
وأنَّكِ بتأثيرِ القمر، في يومٍ آخرَ، ترجعينَ إلى عهدكِ الذي أجهل
لعلّكِ تتحوّلين. لعلّكِ ذاتُ أطوار
حتّى أنتِ، لا تعرفينَ أنّ أشياءً لا تحدثُ إلا لماماً
وأنِّي واحدٌ منهم أولئكَ
الثّابتون على قلوبهم
آتي معي بكلِّ ما انكسرَ في تاريخي
وينجبِرُ على صدركِ
مع أنَّكِ غريبة
ولا أحدَ مثلي لا يضحكُ إلا لِماماً
ومذ عُدتِ إلى أيامهِ، بالصُّدفةِ، يضحكُ أبداً.. بغرابةٍ